اعتاد
المصريون خلال شهر رمضان على رؤية الممثل المخضرم نور الشريف في دور
البطولة في احد المسلسلات التلفزيونية.لكن هذا العام قرر الشريف أداء دور
جديد وانتقل منالعمل أمام كاميرات التلفزيون الى العمل خلف ميكروفون
الاذاعة.
وفي وقت تواجه فيه مصر صعوبة في احتواء الاضطرابات التي
اعقبت ثورة يناير كانون الثاني عمل نور الشريف مع فنان العود العراقي نصير
شمة على تسجيل مجموعة من الابتهالات والادعية لتذاع في أمسيات شهر الصيام.
ويأمل كل من الشريف وشمة ان تكون هذه الابتهالات عزاء واملا للمصريين خلال هذه المرحلة العصيبة.
والمشروع تحول في مسار نور الشريف الفني لكنه عمل انتظره طويلا.
ظهر الشريف على الساحة الفنية في ستينات القرن الماضي وظل من كبار نجوم التلفزيون والسينما منذ ذلك الحين.
ومثل اداورا بارزة في افلام مثل "عمارة يعقوبيان" و"المصير" و"سواق الاتوبيس" ومسلسلات مثيرة للجدل مثل "عائلة الحاج متولي".
لكن الشريف يقول انه يشعر برضا كبير لتسجيل هذه الادعية والابتهالات.
وقال
"يعني جمعنا أدعية كثير كثير كثير. واخترت منها اللي بيلمس قلبي أنا. لان
مؤكد أن كل واحد فينا كانسان لما يتوجه الى ربنا بيتوجه بالدعاء علشان
(لكي) ربنا يحل له مشاكله الشخصية أو يريحه نفسيا أو يشفي مرضه أو يطمئن
قلبه. ومعظم الادعية أنا احساسي الشخصي."
ودائما ما كانت ادوار الشريف على شاشتي التلفزيون والسينما تنطوي على تحد كبير واثارت الجدل في اغلب الاحيان.
فقد
لعب دور رجل اعمال انتهازي يستغل الدين لتحقيق اهدافه ومآربه في "عمارة
يعقوبيان" وتناول قضية تعدد الزوجات في مسلسل "عائلة الحاج متولي".
كما
اشتهر بأدواره في الدراما التاريخية مثل مسلسل "عمر بن عبد العزيز" ويعرض
له حاليا مسلسل "الدالي" الذي يؤدي فيه دور رجل اعمال كبير مشكوك في
اخلاقياته.
وذكر الشريف انه يدرك أسباب تركيز الناس على الاحداث السياسية في رمضان هذا العام لكنه يأمل ان تظل روح رمضان في قلوبهم.
وقال
"رمضان السنة دي مختلف عن كل أشهر رمضان السابقة. لان رمضان السنة دي فيه
ثورات عديدة في العالم العربي. وأعتقد أن جميع وسائل الاعلام مهتمة بالحدث
السياسي قبل الاحتفال الديني. وأنا أتمنى أن تكون الروح الدينية اللي
بتسيطر على أجواء رمضان يكون لها انعكاسها في الشوارع العربية كلها."
اما فنان العود العراقي نصير شمة فيؤكد أن دور الموسيقى الروحي هو هدفها الاصلي.
وقال
"الموسيقى اللي موجودة في الدعاء هي أصلا طالعة من ارث فيه كثير من هذه
الروحانيات. فبالتالي رجعت لمكانها الطبيعي. يعني الموسيقى قبل ستة الاف
سنة كانت حكرا على المعابد لانها كانت وسيلة بين الخالق وبين الناس. فالان
كأننا رجعنا دورها الحقيقي. الموسيقى.. العود.. مع الصوت الصافي.. مع
أداء.. مع رؤية اخراجية راح تقدم العملية بدقيقة ونصف في 30 يوما لكن في
الحقيقة سيكون لها وقع أنا أعتقد سيكون كثير مؤثر. وهذا بان من اهتمام
الاعلام طوال هذه الايام بالموضوع."
وفي وسط الاحداث المضطربة في مصر يأمل نور الشريف ونصير شمة ان تمنح الابتهالات للناس بعض الراحة النفسية في أمسيات رمضان.